أظهرت نتائج الأبحاث التي قامت بها إحدى مؤسسات البحث العلمي في مادة الرياضيات في الثمانينيات أنه ليست القدرات العقلية للتلميذ هي التي ينبغي وضعها موضع شك ما دام أنه لا يقوم سوى بتكريس موقعه كتلميذ، وينسجم هذا طبعاً مع معايير التلميذ الجيد حتى ولو كان الثمن هو تقديم صورة غير ذكية عن نفسه.
وقد سبق للمفكر وعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو أن بين كيف أن النسق المدرسي يستند على ممارسات مستبطنة تهيمن على نمط تفكير التلاميذ وأفعالهم ويعيشونها كأشياء غير قابلة للتساؤل بحكم البداهة، حيث إن الهابيتوس المدرسي، أي النظم المدرسية “الطرق والمهارات”، تستدعي الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة وعلى مختلف اختصاصات المعلمين.
وهكذا يدخل التلميذ في تواطؤ يقوم على أساس تسهيل التعايش داخل فضاء مغلق يضمن احترام البرامج والمقررات والاستعمال الجيد للوسائل وتكريس حضور المعلمين.
لكن، بحسب المفكر والباحث جيوردان، ليس كل التلاميذ يقبلون باللعبة حيث يؤكد أن التلاميذ الذين فهموا بأن المدرسة تشكل جواز مرور اضطراري نحو وضعية مريحة في المستقبل هم وحدهم من يقبل حال تلك اللعبة، في حين يرى المفكر والباحث مارتين أنه سواء قبل التلميذ الدخول في اللعبة أو العكس، ففي كلا الحالتين يبقى يبحث عن معنى للدور الذي وجد نفسه مضطراً للعبه، وعن معنىً لهذه المعارف التي تقدم له كنتائج نهائية مطلوبة لذاتها، وليس كتجربة إنسانية نتجت عن مغامرة علمية عبر تاريخ من التجارب والهواجس والتساؤلات.
سمير المحمود
تشرين